لماذا تنمو صادرات مدينة ييوو الصينية في الظروف غير المؤاتية؟
شهدت صادرات مدينة ييوو من السلع الصغيرة بداية ناجحة في هذا العام حسب أحدث الاحصاءات الصادرة عن الجمارك المحلية، علما بأن ييوو في مقاطعة تشجيانغ الواقعة شرق الصين هي أكبر قاعدة لتصدير السلع الصغيرة في الصين، وأكبر مركز لجمع وتوزيع السلع الصغيرة في العالم. قال مكتب جمارك جينهوا في ييوو أن جمارك جينهوا تلقت في يناير الماضي 18902 استمارة جمركية عن صادرات السلع الصغيرة المنتجة في ييوو، وعالجت حاوية معيارية عن هذه الصادرات، بزيادة 11.4% و5.6% على التوالي قياسا الى نفس الفترة من العام السابق.
كما أن أحدث المعلومات حول صادرات التجارة الخارجية برهنت أيضا على إزدهار التجارة الخارجية في ييوو. فقد بلغت قيمة صادرات السلع الصغيرة المنتجة في ييوو 184 مليون دولار أمريكي في يناير الفائت، بزيادة 14.57% على أساس سنوي. وفي عام 2008، عالجت جمارك جينهوا 521 ألف حاوية معيارية من صادرات السلع الصغيرة المنتجة في ييوو، بزيادة 24% قياسا الى الفترة المناظرة من العام 2007. وحافظت ييوو على استقرار صادراتها من السلع الصغيرة الى الدول المتطورة، فمثلا ازدادت صادراتها الى دول الإتحاد الأوروبي بنسبة 22.3%، ونمت صادراتها الى الولايات المتحدة في نهاية العام الماضي بنسبة 13.8% بعد أن شهدت نموا سلبيا في بداية العام ذاته. كما ازدادت صادرات ييوو من السلع الصغيرة الى أمريكا اللاتينية ورابطة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان ) بنسبة 29% و25.4% على التوالي.
الأزمة المالية جلبت فرصا
السلع الصغيرة الممتازة والرخيصة المنتجة في ييوو تصبح أكثر رواجا في الأسواق الدولية
في يوم 28 يناير الماضي، أي في منتصف عطلة عيد الربيع، شكلت 16 مؤسسة محلية في ييوو أكبر وفد للمدن الصينية لحضور معرض فرانكفورت 2009 للوازم المكتبية في ألمانيا. وفي وجه الأزمة المالية العالمية، مازال تجار ومنتجو السلع الصغيرة في ييوو يكتشفون فرصة تجارية: " رغم أن السوق الاستهلاكية الأوروبية تقع في حالة الانكماش، فمازال هناك مجال لعقد صفقات تجارية فيها. وعلى سبيل المثال، فإن مبيعات مواد الرسم العادية ازدادت الى حد كبير، رغم انخفاض مبيعات مواد الرسم الفاخرة والغالية التي كان يطلبها التجار في أوروبا وأمريكا."
ولاحظ أهالى ييوو أن الأزمة المالية العالمية هي بالضبط التي أتاحت مجالا أوسع لسوق ييوو في التنمية. فقد أدت الأزمة المالية الى هبوط طلب السوق الدولية على السلع الفاخرة، بينما استطاعت سلع ييوو الصغيرة ممتازة النوعية ورخيصة الأسعار فتح مجال أوسع لتنمية السوق؛ وأدت الأزمة المالية الى خفض قيمة الأصول العالمية الى حد كبير، ولكنها خلقت شروطا لتوجه مؤسسات ييوو الى الخارج لتطوير الأسواق وشراء وضم المؤسسات الأخرى؛ وأجبرت الأزمة المالية المؤسسات الكبرى على خفض قواها العاملة، مما أتاح فرصة ذهبية لمؤسسات ييوو في جذب المواهيب رفيعي المستوى. وفي العام الماضي، أقامت مؤسسات ييوو 669 هيئة تنفيذية دائمة جديدة في خارج البر الصيني.
في يوم العمل الأول بعد عيد الربيع، قال شيوى روي رونغ أحد التجار في ييوو أنه مفعم بالثقة بأعماله التجارية في عام 2009، مشيرا الى " أن الأزمة المالية هي بمثابة فرصة تتاح دائما لمن أخذ أهبته." وبالتأثر من الأزمة المالية، أغلقت الكثير من المؤسسات الصغيرة المماثلة لمؤسسة شيوي منذ سبتمبر الماضي، فنقلت طلبيات الكثير من عملاء هذه المؤسسات الى مؤسسة شيوي، بحيث ازداد عدد العملاء الجدد لمؤسسة شيوي بنسبة 10%. وبسبب إغلاق بعض المؤسسات، حصلت المؤسسات المتفوقة في نفس القطاع على حق الكلام الأكبر.
وأشار تشاو ون قه مساعد المدير العام لمجموعة المدينة التجارية الصينية في ييوو الى أحدث " مؤشرات السلع الصغيرة المنتجة في ييوو الصينية " قائلا:" إن مؤشرات الثقة لسوق ييوو في يناير الماضي حافظ على 111.65 نقطة بزيادة 0.85% على أساس شهري في ظل التأثر بالأزمة المالية العالمية. إن ارتفاع المعدل الشهري لنمو مؤشرات الثقة من جديد بعد الإنخفاض هو نادر المثال يستحق التقدير! وهذا يدل على أن جميعنا نبدي تفاؤلنا بمستقبل أعمالنا التجارية في العام الجديد."
وبالمثل، أخذت المؤشرات الشاملة للإئتمان السوقي في ييوو ترتفع. وبعد انخفاضها لشهرين متتاليين، عادت هذه المؤشرات فإرتفعت الى 108.88 نقطة في ديسمبر الماضي، بزيادة 3.01%، وهو أعلى مستوى منذ تنفيذ النمط الجديد للمؤشرات الشاملة للإئتمان السوقي قبل أربعة أشهر. وتحت مراقبة " نظام الإنذار المبكر للتقلبات "، كانت هذه المؤشرات في ديسمبر الفائت تقع في حالة التحول الى جيدة، وتسير في الإتجاه الطيب، وكان وضعها مشجعا.
" الجينات " السوقية تغتنم فرصا
قال مسؤول في مدينة ييوو:" إن أهالي ييوو لهم ’جينات’ تتمثل في الكون أسرع من غيرها بنقرة واحدة في إيقاع العمل، والكون أول من يتخلص من المأزق الحرج." وأضاف أن أهالي ييوو يتحلون بروح الإبداع المتصفة بالتجرؤ على الكون رائدا، وعندما طرأ تغير على الوضع الكلي أصبحوا أكثر مهارة في إغتنام الفرص التنموية العابرة بالاعتماد على تفوقهم المتمثل في الاتصالات السوقية الوثيقة والآلية المؤسساتية المرنة والتنمية المتناسقة بين الصناعات الثلاث.
وانطلق من مؤسسات ييوو صوت مشترك: إتقان " التمرينات المفيدة للأجهزة الداخلية " لمواجهة الأزمة، والكون قويا وبارعا ومتخصصا في الأعمال الرئيسية، والسعى لإحتلال المكان المشرف في القطاع. وفي وجه " الشتاء القاسي " الذي يمر به الاقتصاد، تتقدم الكثير من مؤسسات ييوو الى الأمام متحدية الصعاب، وتبادر لإعادة الهيكلة والتحديث وتسريع الابداع الذاتي، لكي تترعرع من خلال صقل النفس في الأزمة. وخططت الكثير من هذه المؤسسات لبحث وتنمية وصنع المعدات بالاعتماد على النفس، علما بأن قوى البحث والتنمية والفن قد صارت جاهزة حاليا.
وأسفرت الأزمة المالية العالمية عن تعزيز " آلية الاستفادة من الضغط " في اعادة الهيكلة والتحديث للمؤسسات المحلية في ييوو، فحان الوقت المناسب لتسريع عملية تحويل نمط التنمية واعادة الهيكلة لهذه المؤسسات. وتوصلت الدوائر الحكومية والمؤسسات في ييوو تدريجيا الى توافق: كلما واجهنا صعوبات وضغوطا، يجب علينا ترسيخ الثقة تجاه التقدم الى الأمام رغم الصعوبات وإعادة الهيكلة والتحديث./ صحيفة الشعب اليومية أونلاين |